الأطباء يكشفون سر إصابة النساء أكثر من الرجال بالقولون العصبي

النساء الأكثر إصابة بالقولون العصبي

ويقول البروفيسور بيتر هورويل، استشاري أمراض الجهاز الهضمي واختصاصي القولون العصبي، في مستشفى جامعة جنوب مانشستر، إن النساء هن الأكثر إصابة بمرض القولون العصبي، حيث عادةً ما تظهر الأعراض لأول مرة قبل سن الأربعين. 
وأضاف: "بالتأكيد، في عيادتي المتخصصة في علاج القولون العصبي، ربما أرى عشر نساء مقابل كل رجل، وأنا على استعداد للمراهنة على أن الأطباء العامين يرون أربع أو خمس نساء مقابل كل رجل أيضًا".
لكن المشكلة أن أعراض القولون العصبي لا تؤخذ على محمل الجد في كثير من الأحيان، أو يحدث التشخيص في وقت متأخر، أو يتم إخبار المرضى بالخطأً أنهم مصابون بالقولون العصبي. 
لكن الأعراض هي علامة على وجود حالة خطيرة مثل مرض الاضطرابات الهضمية، أو مرض التهاب الأمعاء، أو سرطان الأمعاء. 

لماذا يتعرض الكثير من النساء الأصغر سنًا للإصابة بالقولون العصبي؟ 

في حين أن السبب الدقيق غير معروف، إلا أن الهرمونات الجنسية الأنثوية هي عامل رئيس، بحسب ما ذكرت صحيفة "ديلي ميل". 
من المعروف أن الإستروجين والبروجستيرون يوقفان تقلص خلايا العضلات الملساء التي تبطن جدران المعدة والأمعاء، مما يبطئ حركة الأمعاء وحركة الطعام والفضلات عبر الجسم.
وقد يساعد هذا في تفسير سبب كون "النساء أيضًا أكثر عرضة للإصابة بالألم والإمساك وأعراض القولون العصبي مقارنة بالرجال - الذين هم أكثر عرضة للإصابة بالإسهال كأعراض سائدة"، كما يوضح البروفيسور هورويل.
وأضاف: "نحن نعلم أن حساسية الأمعاء تختلف باختلاف مستويات الهرمونات في الدورة الشهرية- مع ظهور أعراض أسوأ في وقت الدورة الشهرية. هناك مستقبلات هرمونية في القناة الهضمية وهي تستجيب لتقلب مستويات الهرمون".
ويمكن أن يفسر هذا أيضًا سبب ظهور أعراض سيئة على مرضى القولون العصبي عندما تكون مستويات الهرمونات الأنثوية منخفضة، كما هو الحال في فترة الدورة الشهرية.
علاوة على ذلك، يمكن أن تؤثر البروستاجلاندين - الهرمونات التي تجعل الرحم يتخلص من بطانته في وقت الدورة الشهرية - على القناة الهضمية، مما يسبب المزيد من حركات الأمعاء وبرازًا أكثر مرونة خلال الدورة الشهرية.
ويمكن أيضًا أن يزداد الانتفاخ وآلام المعدة في هذا الوقت، كما تقول كيرستن جاكسون، أخصائية التغذية الاستشارية المتخصصة في القولون العصبي.
وأضاف البروفيسور هورويل: "بالنسبة لبعض النساء، تتفاقم أعراض القولون العصبي في وقت انقطاع الطمث، لذلك هناك بالتأكيد شيء يحدث مع الهرمونات".
وأشار إلى أنه على الرغم من أن الهرمونات تلعب دورًا، إلا أنه "يمكن أن تكون العوامل الأخرى مثل النظام الغذائي والتوتر والقلق والتاريخ العائلي والالتهابات من العوامل ذات صلة أيضًا".
على سبيل المثال، أظهرت الدراسات أن النساء أيضًا أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة القولون العصبي ما بعد العدوى، وهو النوع الذي يتطور بعد نوبة من التهاب المعدة والأمعاء. لكن التوتر على وجه الخصوص يمكن أن يكون محفزًا.

سبب إصابة النساء أكثر من الرجال بالقولون العصبي. 

من جهته، قال الدكتور سايمون سمال، استشاري أمراض الجهاز الهضمي بجامعة مانشستر، إن النساء أكثر إصابة من الرجال بمتلازمة القولون العصبي. 
وأضاف: "ليس من الواضح ما إذا كان هذا انعكاسًا للتحديات التي تواجهها النساء بشكل عام، أو أن له علاقة بالكيمياء أو الوراثة"، رابطًا بين تزايد التوتر والضغط النفسي ومرض القولون العصبي.
لكن المشكلة بالنسبة لبعض النساء هي التشخيص الخاطئ لمرض القولون العصبي.
يقول البروفيسور هورويل: "بعض النساء اللاتي يعانين من آلام في البطن ودورة شهرية غزيرة ويتم إرسالهن إلى (تحصص) النساء، يعانين بالفعل من القولون العصبي، لكن البعض الآخر قد يعانين من التهاب بطانة الرحم، على سبيل المثال، وليس القولون العصبي".
وتشمل الأسباب الكامنة المحتملة الأخرى لأعراض الأمعاء والتي يمكن التغاضي عنها مرض الاضطرابات الهضمية، حيث يقوم الجهاز المناعي في الجسم باستجابة التهابية للجلوتين - وهو بروتين موجود في القمح والشعير والجاودار. 

أفضل الطرق لمعالجة أعراض القولون العصبي

إذا كان الحصول على التشخيص الصحيح يمثل مشكلة، فإن المرضى يبلغون أيضًا عن صعوبة الحصول على نصيحة مفيدة حول التعامل مع أعراضهم.
يقول استشاري أمراض الجهاز الهضمي الدكتور سايمون سمال: "في بعض الأحيان لا يحصل الناس على معلومات واضحة حول كيفية تأثير النظام الغذائي ونمط الحياة على مرضهم".
وأضاف: "من الأفضل أن تبدأ بالحصول على الأساسيات الصحيحة، مثل تناول وجبات صغيرة مقسمة على مدار اليوم بدلاً من وجبة واحدة كبيرة والتقليل من تناول القهوة والمشروبات الغازية والمشروبات الخاصة بالحمية، على سبيل المثال، والتي يمكن أن تسبب جميعها الانتفاخ، وآلام في البطن، والإسهال السيء، وعند الحاجة، يجب تقديم الدعم النفسي أيضًا".
وأظهرت الدراسات أن النظام الغذائي يمكن أن يلعب دورا رئيسًا، إذ النظام الغذائي منخفض الفودماب هو نظام غذائي للأشخاص الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي. 
ويحتوي على السكريات قليلة التعدد، والسكريات الثنائية، والسكريات الأحادية والبوليولات، وهي سكريات موجودة في مجموعة من الأطعمة بما فيها البصل والثوم والشمندر والخبز والمكرونة والتفاح والكمثرى والمانجو وعصائر الفاكهة والفاصوليا والعدس ومنتجات الألبان.
ويمكن أن يتم هضم الفودماب بشكل سيئ في الأمعاء الدقيقة وينتهي به الأمر في الأمعاء الغليظة، حيث تتخمر، مما يسبب الغازات والانتفاخ. وجدت الأبحاث التي أجرتها جامعة موناش في أستراليا أن 74% من الأشخاص الذين يعانون من أعراض القولون العصبي يتحسنون عند اتباع نظام غذائي منخفض الفودماب.
ومن خلال استبعاد الأطعمة عالية الفودماب ثم إعادة تقديمها، يساعد النظام الغذائي على تقليل الأعراض وتحديد الأطعمة التي تسبب الأعراض.
ويقول البروفيسور هورويل إن البروبيوتيك يساعد بعض المرضى الذين يعانون من القولون العصبي خاصة عندما تكون أعراضهم خفيفة نسبيًا. ومع ذلك، تساعد البروبيوتيك المختلفة مرضى مختلفين.
وتنصح اختصاصية التغذية في القولون العصبي، كيرستن جاكسون بتجنب الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الفودماب، والتوقف عن تناول الكافيين أو تقليلهم والنظر في تناول مكملات الألياف إذا كنت تعاني من الإمساك في وقت قريب من الدورة الشهرية.
ويضيف البروفيسور هورويل أنه في بعض الأحيان يمكن أن يؤدي "قمع" الدورة الشهرية باستخدام حبوب منع الحمل أو اللولب "ميرينا" إلى تحسين أعراض القولون العصبي أيضًا.