تحذير من عدوى الكلاب "المسببة للعمى".. يمكن أن تنتقل إلى البشر

البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية

وهذه البكتيريا قادرة على "إذابة" ألياف العين الخارجية، مما يسبب فقدان البصر – مع إمكانية انتقالها إلى مجرى الدم، حيث يمكن أن تسبب حالة قاتلة من تسمم الدم.
وفي حين أظهرت الدراسات السابقة، أن العدوى يمكن أن تنتقل من الإنسان إلى الحيوان، يقول الخبراء إنه من الممكن أن تنتقل العدوى في الاتجاه المعاكس. 
وقالت الدكتورة إيما برايس، الطبيبة البيطرية في مركز السيطرة على الأمراض والتي قادت التقرير: "لحسن الحظ، لم يكن أصحاب المناعة معرضين للخطر، لكننا نبهناهم إلى حقيقة أنه من الممكن أن يكون هناك انتقال محتمل إليهم". 
وتابعت: "و(أخبرناهم) أن يُبعدوا الكلاب عن الكلاب الأخرى في المستقبل بشكل مثالي، وهو ما ندرك أنه أمر صعب القيام به".
وتبين أن قطرات العين التي تسببت في إصابة 81 شخصًا بالعدوى، ملوثة ببكتيريا الزائفة الزنجارية (P. aeruginosa)، والتي يمكن أن تؤدي إلى عدوى خطيرة، بحسب ما أفادت صحيفة "ديلي ميل".

الزائفة الزنجارية

وأظهرت الاختبارات التي أجريت على الكلاب أنها مصابة أيضًا ببكتيريا الزائفة الزنجارية، وهي سلالة "تشبه وراثيًا إلى حد كبير" تلك الموجودة لدى البشر.
وتثير هذه البكتيريا قلق خبراء الصحة بشكل خاص، لأنها مقاومة للمضادات الحيوية من الكاربابينيم، وهي فئة من الأدوية تستخدم لعلاج عدد لا يحصى من الالتهابات عندما لا تعمل المضادات الحيوية الأخرى.
وهذا يجعل من الصعب تدمير البكتيريا بشكل خاص، ويعرض لخطر نشر جينات المقاومة لمسببات الأمراض الأخرى. 
وقال الدكتور برايس  لشبكة "سي بي إس نيوز": "لذلك، الآن بعد أن تم إدخال هذه البكتيريا إلى الولايات المتحدة من الدموع الاصطناعية، يمكن أن تنتشر هذه المقاومة".
ومن غير المعروف كيف انتقلت البكتيريا إلى الحيوانات، حيث قال أصحابها إنهم لم يستخدموا قطرات العين المصابة أو يسافروا دوليًا منذ ما قبل تفشي المرض.
وقدم الباحثون بيانات عن الإصابات الحيوانية في مؤتمر نظمته خدمة استخبارات الأوبئة الأسبوع الماضي.  
وأشاروا إلى أنه من المحتمل أنهم أصيبوا بالعدوى إما من خلال التعرض لمنتجات ملوثة أو التعقيم غير المناسب للمعدات البيطرية.

انتقال العدوى البكتيرية من الكلاب إلى البشر

وتقوم الكلاب في بعض الأحيان بنقل العدوى البكتيرية إلى البشر، عادةً عن طريق لعق الجروح المفتوحة أو عن طريق ملامسة براز أو بول الحيوانات المصابة.
ويقول الأطباء إن الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، بما فيهم الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري من النوع الثاني أو يعانون من السمنة المفرطة، هم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى من حيواناتهم الأليفة.
ويدق الأطباء باستمرار ناقوس الخطر بشأن مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية لأنها تهدد بجعل الأمراض القابلة للعلاج حاليًا خطيرة مرة أخرى.
ويمكن للبكتيريا القادرة على مقاومة المضادات الحيوية أن تنجو من العلاج، كما يمكنها نقل الجينات التي تمنح مقاومة للبكتيريا الأخرى، مما يؤدي إلى تفاقم المشكلة.
تحدث أكثر من 2.8 مليون عدوى مقاومة للمضادات الحيوية كل عام في الولايات المتحدة، وهو رقم يخشى العلماء من استمراره في الارتفاع.