دراسة: النظام الغذائي أفضل من الدواء لعلاج القولون العصبي

قبل 1 أسبوع 19

أظهرت دراسة جديدة، أن النظام الغذائي الصحيح قد يكون أفضل دواء لتخفيف الأعراض المؤلمة لمتلازمة القولون العصبي.
ونجحت خطتان مختلفتان لتناول الطعام في التغلب على الأدوية القياسية في علاج الأعراض المنهكة لأمراض الجهاز الهضمي. 

اضافة اعلان

أحدهما نظام منخفض "الفودماب"، وهو مجموعة من السكريات والكربوهيدرات الموجودة في منتجات الألبان والقمح وبعض الفواكه والخضروات. والثاني عبارة عن نظام منخفض الكربوهيدرات وغني بالألياف ولكنه منخفض في جميع الكربوهيدرات الأخرى.
وأوصت اللنتائج التي نُشرت في مجلة لانسيت لأمراض الجهاز الهضمي والكبد، بأنه يجب على المرضى أولاً تجربة التغييرات الغذائية قبل الحصول على الأدوية.

القولون العصبي

ويعد القولون العصبي أحد أكثر الأمراض شيوعًا، وتشمل أعراضه: آلام في البطن، والانتفاخ، والإسهال، والإمساك.
وغالبًا ما تتضمن العلاجات تغييرات في النظام الغذائي، أو تناول الأدوية التي يمكن أن تشمل المسهلات ومضادات الإسهال، بعض مضادات الاكتئاب. والأدوية الأخرى مثل ليناكلوتيد ولوبيبروستون، وكلاهما يزيد من السوائل في الأمعاء وحركات الأمعاء.
ووجدت الأبحاث أن اتباع نظام غذائي منخفض الفودماب - والذي يتضمن تجنب الأطعمة مثل منتجات القمح والبقوليات وبعض المكسرات وبعض المحليات ومعظم منتجات الألبان والعديد من الفواكه والخضروات - يمكن أن يقلل من أعراض القولون العصبي لدى معظم الناس، كما قال الدكتور ويليام تشي، طبيب الجهاز الهضمي في مستشفى ميشيجان للطب لصحيفة "نيويورك تايمز".
وأوضح أنه من الصعب الالتزام بالنظام الغذائي لأنه مقيد للغاية ويتطلب إعادة تقديم الأطعمة بعناية لتحديد الأطعمة التي لا يمكنك تحملها.
وتدعم بعض الأبحاث أيضًا إجراء تغييرات غذائية أبسط، مثل تناول الطعام ببطء أكبر؛ تناول وجبات أصغر وأكثر تواترًا.
ونصحت مؤلفة الدراسة سانا نيباكا، اختصاصية التغذية وباحثة ما بعد الدكتوراه في جامعة جوتنبرج في السويد، لصحيفة "التايمز"، بالحد من القهوة والشاي والمشروبات الغازية والأطعمة الدهنية أو الحارة.

خيارات علاج مختلفة

وبعد ملاحظة أن بعض المرضى شعروا بالراحة أيضًا مع اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات، قرر الباحثون، تصميم تجربة تقارن بين العديد من خيارات العلاج.
تابع الباحثون في عيادة أحد المستشفيات بالسويد، 241 امرأة و53 رجلاً يعانون من مرض القولون العصبي المعتدل إلى الشديد. وتم توزيع المشاركين بشكل عشوائي على واحدة من ثلاث مجموعات علاجية لمدة أربعة أسابيع.
وقالت نيباكا إنه في مجموعة الأدوية، أعطى الباحثون كل مشارك، واحدًا من ثمانية أدوية لمرض القولون العصبي بناءً على الأعراض الرئيسة. 
وبالنسبة لمن كانت شكواهم الأساسية هي الإمساك، تم وصف ملين لهم يسمى "ستيركولا"؛ وإذا كان العرض الرئيس لديهم هو الإسهال، فقد أعطوهم مضادًا للإسهال يسمى لوبيراميد (إيموديوم).
وحصلت المجموعة الثانية على مواد بقالة ووصفات حتى يتمكنوا من اتباع نظام غذائي منخفض الفودماب، والذي يتضمن أطعمة مثل الأرز والبطاطس والكينوا والخبز الخالي من القمح ومنتجات الألبان الخالية من اللاكتوز والأسماك والبيض والدجاج ولحم البقر والفواكه المختلفة، والخضراوات. 
وقالت نيباكا إنه تم تشجيعهم أيضًا على تناول الطعام ببطء، وتناول وجبات منتظمة وصغيرة، والحد من الأطعمة والمشروبات الأخرى التي يمكن أن تؤدي إلى ظهور الأعراض.
وتلقت المجموعة الأخيرة مواد بقالة ووصفات لاتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات وعالي الدهون، والذي ركز على الأطعمة مثل لحم البقر ولحم الخنزير والدجاج والأسماك والبيض والجبن واللبن والخضروات والمكسرات والتوت.

انخفاض كبير في الأعراض

وبعد أربعة أسابيع، أبلغ 76% من المشاركين في مجموعة منخفض الفودماب و71% من أولئك في المجموعة منخفضة الكربوهيدرات عن انخفاض كبير في أعراضهم، في حين أبلغ 58% فقط من أولئك في مجموعة الدواء عن تحسن. 
وأضافت نيباكا أنه من بين المشاركين الذين لاحظوا تحسنًا، أفاد أولئك الموجودون في مجموعات النظام الغذائي عن تخفيف الأعراض بشكل أكبر بكثير من أولئك الموجودين في مجموعة الدواء.
وقالت إنه فوجئ بأن النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات نجح بشكل أساسي مثل النظام الغذائي منخفض الفودماب.
وبعد مرور أربعة أسابيع، واصل بعض المشاركين تناول الأدوية واتباع التغييرات الغذائية. وبعد ستة أشهر، ظل المشاركون في مجموعات النظام الغذائي يعانون من أعراض أقل مما كانوا عليه في بداية التجربة، على الرغم من حقيقة أن معظمهم لم يلتزموا بالنظام الغذائي بشكل وثيق.
وقال تشي إن الدراسة قدمت "بيانات حقيقية" لدعم ما رآه العديد من الأطباء في ممارساتهم: "العلاج الغذائي جيد على الأقل وربما أفضل" من الأدوية.
وأضاف أنه نظرًا لأن التجربة أجريت على مجموعة صغيرة نسبيًا من الأشخاص في مركز طبي واحد في السويد، فيجب تأكيد النتائج على مجموعات أكبر وأكثر تنوعًا من الأشخاص.
ليس هذا فحسب، بل إن بعض أدوية القولون العصبي قد تحتاج إلى أكثر من أربعة أسابيع حتى تصبح نافذة المفعول بشكل كامل، حسبما قال الدكتور لين تشانج، طبيب الجهاز الهضمي في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، لصحيفة "التايمز".

الجمع بين النظام الغذائي والأدوية

وأضاف تشانج أنه بالنسبة للبعض، فإن الجمع بين النظام الغذائي والأدوية قد يكون أفضل. وتابع أن النتائج تؤكد أن التغييرات الغذائية يمكن أن تكون خيارًا مهمًا لعلاج القولون العصبي.
وقالت نيباكا إنه يجب على الناس التحدث مع أطبائهم قبل اعتماد أي من النظامين الغذائيين، لأنه كانت هناك زيادة طفيفة في مستويات الكوليسترول في الدم بين الأشخاص في المجموعة منخفضة الكربوهيدرات.
وأشار تشي إلى أن كلا النظامين الغذائيين قد لا يكونان مناسبين لأولئك الذين يعانون من اضطرابات الأكل أو المعرضين لخطر الإصابة بها.
ولكن بالنسبة لأي شخص آخر، يمكن إدارة أعراض القولون العصبي ببساطة "عن طريق تناول الطعام بشكل مختلف"، كما قالت نيباكا.

اثرأ بقية الخبر