رمضان في أورجواي.. قلة عدد المسلمين لم تحرمهم أجواء الشهر الكريم

قبل 4 أسابيع 20

يبلغ عدد سكان الأوروجواي ما يقرب من 3,444 مليون نسمة وفقًا لإحصاء عام 2016.
وتبلغ مساحتها 176,000 كم2، وهي بذلك ثاني أصغر دولة في أمريكا الجنوبية بعد سورينام.

اضافة اعلان

ويعتنق الغالبية العظمى من السكان الديانة المسيحية، بينما يعتنق 5 في المئة من سكان أوروجواي ديانات أخرى مثل الإسلام واليهودية والبوذية وغيرها.
ويقدر عدد المسلمين بحوالي 1500 نسمة فقط، غالبيتهم من العرب الذين هاجروا إلى الأوروجواي عبر الحدود مع البرازيل.

هجرة المسلمين إلى أورجواي

وجاء وصول المسلمين إلى الأوروجواي متأخرًا بعض الشيء مقارنة بالدول الأخرى، وكان ذلك في النصف الثاني من القرن العشرين مع موجات الهجرة التي توالت على دول القارة اللاتينية، وأغلب كانوا من العرب المسلمين ‏خاصة من الفلسطينيين بعد حرب عام 1948، إلى جانب مهاجرين من مصر، ولبنان، وسوريا.
بعض هؤلاء نزح إلى البرازيل وإلى الأرجنتين لعدم الاستقرار السياسي في البلاد، أما أغلبهم فتزوج من أهل البلاد، فانصهرت عائلاتهم في المجتمع الجديد.
ويتركز المسلمون في الأوروجواي في ثلاث مناطق رئيسة: العاصمة "مونتفيدو" ومدينتي "ريبيرا" و"تشوي" الحدوديتين مع البرازيل.
ويعيش في "تشوي" العدد الأكبر من المسلمين في الأوروجواي. أما مدينة "ريبيرا"، والتي ترفع علم البرازيل مع علم الأوروجواي وتتحدث لغة هي خليط من الإسبانية والبرتغالية، ويكثر بها عدد المسلمين العرب (فلسطينيون وسوريون ولبنانيون)، ووصلت نسبة العرب العاملين بالتجارة في المدينة إلى حوالي 70 في المئة.

المجتمع المسلم في أورجواي

وأوضح سمير سليم الإمام، مدير المركز الإسلامي الثقافي المصري في أوروجواي خلال مقابلة مع صحيفة "إلباييس" الأوروجوانية، أن المجتمع المسلم ينمو في البلاد بوتيرة بطيئة ولكنها ثابتة، حيث يعتنق شخص -على الأقل- الإسلام أسبوعيًا، كما توقع أن هذا النمو سيستمر في التصاعد مستقبلاً، الجدير بالذكر أن عدد النساء اللاتي اعتنقن الإسلام يفقن مثيلهن من الرجال.
وأكد خوان بيدرو ريباس، من "جمعية الأخوة الإسلامية"، أن زيادة انتشار الدين الإسلامي في "أوروجواي" يرجع إلى نشاط المؤسسة الذي تطور خلال العام الماضي، وتجدر الإشارة إلى المهمة الرئيسة لمؤسسة "جمعية الأخوة الإسلامية" هي نشر الإسلام وخلق روابط صداقة بين الثقافة الإسلامية والثقافة الأم، ولديها راديو على الإنترنت باسم "هنا الشعوب" Acá los pueblo، ووكالة إخبارية هي Indamislam Pres، وكذلك تقوم المؤسسة ببيع كتب الثقافة الإسلامية وإعارتها.

منع من الدفن وتمييز ضد الحجاب

على الرغم من انصهار المسلمين في المجتمع الأورجواياني، إلا أن البعض يشكو من بعض الإشكاليات مثل الدفن، نظرًا لأن القانون لا يسمح لهم بالدفن وفقًا للشريعة الإسلامية، لذا تركز الجالية المسلمة جهودها في الوقت الحالي على المطالبة بتخصيص مساحة في المقبرة الواقعة شمال العاصمة بسبب تزايد عددهم مع مرور الوقت.
فضلاً عن شكاوى من التمييز والسخرية من النساء المحجبات من جانب المتطرفين فكريًا، ومن ذلك ما ذكرته "هبة فييرا"، رئيسة اتحاد المسلمات الأوروجوانيات، حول لجوئها إلى القضاء بعد أن رفض موظفو الهيئة المختصة بإصدار أوراق الهوية قبول صورتها بالحجاب. وقد أصدرت المحكمة حكمها بالتصريح للمسلمات بأن تحمل صورًا بالحجاب.

المراكز الإسلامية

هناك ثلاثة مراكز إسلامية في أورجواي ملحق بها مصلى صغير، أقدمها هو "المركز الإسلامي الثقافي المصري" ملحق به مسجد للصلاة في العاصمة، وتأسس في عام 1982.
أما ثاني هذه المراكز فهو المركز الإسلامي الأوروجواني والذي يقع في العاصمة، وتعود فكرة إنشائه إلى رجل الأعمال السوري علي خليل أحمد، وهو المسئول عن إدارة المركز.
أما الثالث فهو "المركز الثقافي الإسلامي" الأوروجواني، ويعتبر المركز الوحيد للمسلمين الذي يديره قادة مسلمون وُلدوا ونشأوا في أوروجواي، ويترأسه "محمد جبريل جوثمان".

رمضان في أورجواي

يحتفل المسلمون في أوروجواي بشهر رمضان في أجواء روحانية واجتماعية تجعلهم يترقبون شهر الصوم من العام للعام.
وفي مونتفيديو، يجتمع المسلمون يوميًا بمقر المركز الإسلامي الذي يعد المسجد الوحيد بعاصمة البلاد الذي تقام فيه صلاة الجمعة.
ويحرص المسلمون على القدوم للمسجد للصلاة وقراءة القرآن، وحلقات التوعية بقيم الدين الإسلامي الحنيف، بما يسهم في نشر قيم الوسطية والاعتدال والتسامح والانفتاح التي تميزه. 
علاوة على دوره في الأعمال الخيرية والأنشطة الثقافية والاجتماعية

المركز الإسلامي في مونتفيديو

وقال الشيخ سمير سليم، إمام وخطيب مسجد المركز، في تصريح سابق إلى وكالة المغرب العربي للأنباء: "يعد المسجد أول فضاء إسلامي أنشئ في أوروجواي، لتأكيد حضور الدين الحنيف بهذا البلد الذي يقدر عدد المسلمين به بعدة مئات، جزء منهم يتواجد في العاصمة مونتفيديو والباقي موزع، بالخصوص، على مدينتين شمال البلاد على الحدود مع البرازيل".
وأضاف أن عددًا من المسلمين الذين حلوا بالبرازيل، في أربعينيات القرن الماضي، نزحوا في ما بعد إلى المناطق الشمالية من أوروجواي وتحديدا إلى مدينة تشوي (350 كلم من مونتفيديو) الواقعة على الحدود مع البرازيل وكذا إلى مدينة ريفيرا (450 كلم من العاصمة) حيث يحتشد أكبر عدد من المسلمين ذوي الأصول اللبنانية والسورية والأردنية والفلسطينية الذين ارتبطت حياتهم بالنشاط التجاري على الحدود مع البلد الجار.
وأوضح أن الجالية المسلمة بشمال أوروجواي تتوفر على مركزين إسلاميين متواجدين بهاتين المدينتين ويقومان بالدور المنوط بهما في نشر القيم الإسلامية السمحاء بين سكان هذه المناطق.
وعلى الرغم من أن عدد المسلمين بأوروجواي ينحصر حاليًا في عدة مئات -يضيف إمام مسجد المركز الإسلامي بمونتفيديو، إلا أن اعتناق الإسلام من قبل سكان هذا البلد في تزايد مستمر بفضل الدور الريادي الذي تضطلع به المراكز الإسلامية الثلاث خاصة في مجال التعريف بقيم ومبادئ الشريعة السمحاء.
وهذا ما أكده المواطن الأوروجواياني مارتين الذي يعمل صحفيًا بإحدى القنوات التلفزيونية، إذ أنه ظل يدرس الإسلام لأكثر من ثمان سنوات وسافر إلى الشرق الأوسط لهذه الغاية، وتوصل إلى قناعة ظلت راسخة لديه حول وحدانية الله عز وجل وفي التواصل الروحي المباشر مع هديه بدون وسائط إلى جانب وقوفه على حقيقة عظمة الدين الإسلامي الحنيف.

اثرأ بقية الخبر